للعيد فرحة عند الأطفال ينتظرونه بشوق غامر ويشعرون فيه بالبهجة والسعادة التي يغمرون بها كل الأوساط التي يتواجدون بها، ففرحة العيد لدى الكبار لا يشعرون بها إلا في ابتسامة طفل سعيد.
وينبغي على الأم المسلمة أن تجعل من كل المناسبات التي تمر عليها مع أبنائها أوقاتا نافعة فيها من اللهو المباح ومن الحكمة التي تساعدهم على تنمية شخصياتهم المسلمة الملتزمة بدين الله ليكونوا بعد ذلك أعمدة صلبة في بيوتهم وليصبحوا لبنات لإقامة بيوت سعيدة وملتزمة بدين الله سبحانه.
ولهذا لابد من جلسة أو جلسات تعقدها الأسرة كلها وبالأخص الأم مع أبنائها قبيل العيد، لتحاول فيها أن تشرح ما في العيد من حكم نافعة، وذلك بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة اللطيفة والقصة المشوقة الطريفة.
وهناك الكثير من الأفكار في استقبال عيد الأضحى يمكن للأم بها أن توصل لأبنائها عددا من الدروس النافعة ومنها:
- شرح قصة الفداء بأسلوب مشوق وجاذب، وإن لم تستطع الأم بنفسها فيمكنها أن تستخدم المواد الفيلمية المصورة أو المواد المسموعة من دروس للأطفال لتشرح قصة الفداء.
- التأكيد على أننا في الدنيا ليس لنا أي أمل أو رغبة سوى أن يرضى الله عنا، وأن السعيد هو من خرج من الدنيا وربه راض عنه، فليس معنى قبول إسماعيل بالذبح أنه كان كارها للدنيا، بل كان راغبا في جنة الله سبحانه.
- التأكيد على طاعة الابن للوالدين من طاعة الله ما لم يأمراه بمعصية، وإسماعيل عليه السلام كان يعلم أن أباه نبي، ولن يأمره نبي الله بمعصية، فأطاع رسوله وأطاع أباه طاعة لله
- الحرص على أن تؤدي الأسرة صلاة العيد والخروج إلى المصلى مجتمعين حتى وإن كان هناك عذر شرعي يمنع الأم أو بعض بناتها من أداء الصلاة، فيحرص الجميع على الخروج للصلاة وعدم تضييعها فيخرجون في مشهد إيماني نادر لا يتكرر إلا يومين فقط في العام.
- لفت الانتباه إلى أن الحيوانات- مثل الذبائح التي سنذبحها- قد خلقها الله لمهمة محددة وهي أن الله خلقها لينتفع بها الإنسان ليأكل من لحمها وينتفع بجلودها وأصوافها وألبانها، ولهذا فذبحنا للحيوان ليس قسوة منا عليها بل هو استكمال لمهمتها على الأرض التي خلقت من أجلها.
- وكما خلق الله الحيوان لمهمة وهو يؤديها كاملة: خلق الله الإنسان لمهمة هي عبادته سبحانه، وعلى الإنسان أن يتعلم كيف يقوم بالمهمة التي خلق من أجلها فلا يهملها ولا يضيعها.
- يحرص الوالدان على أن يشهد أبناؤهم ذبح الأضحية تعظيما لشعيرة الفداء والامتثال لله تعالى ولتذكيرهم بالموقف العظيم بين إبراهيم وإسماعيل – عليهما السلام- عمليا، وليكبرا الله عند الذبح تعظيما لشعائر الله مع تذكير الوالد أو الوالدة بأن المقصود في هذا اليوم ليس الدم واللحم فقط، بل هما وسيلة فقط لرضا الله الذي يصله التقوى منا.
- التأكيد بأن الأفضلية عند الله للمتقين، فالله عز وجل يطلع على القلوب، وليس بالضرورة أن من يملك القدرة المالية ويذبح أضحية ليس بالضرورة أن يكون الأفضل عند الله من أخيه الذي لا يملك ما يذبحه، فالتقوى هي المعيار الأهم.
- التأكيد على أن الله يأمرنا عند ذبح الأضحية أن نحسن بها ونقدم لها الماء قبل الذبح وان نتقن عملنا، فالله يحب من المسلم إذا عمل عملا أن يتقنه، وان سبب تخلف الدول الإسلامية هو الابتعاد عن الإتقان الذي أمرنا به.
- التنبيه على أن لحم الأضحية- لمن سيضحي- ليس له وحده بل يشرك فيه إخوانه وأصدقاءه وأحبابه والفقراء من المسلمين ليتشارك الجميع يوم الفرحة، فلا يكون أحد المسلمين ممتلئ البطن والآخر جائعا بلا طعام، وهذا يؤكد معنى التكافل والتراحم بين المسلمين.
- يحاول الأبوان قبل الذبح أن يجمعا أبناءهما ليطلبا منهما اقتراحات بأسماء تضاف إلى قائمة الجزء الذي يذهب إلى الهدية من أصدقائهم وجيرانهم لغرس قيمة الهدية وأهميتها وما لها من أثر على النفوس، وكذلك إضافة أسماء أخرى لمن يستحقون الصدقة حتى يشعروا بقيم العطاء والمواساة.
- يحرص الأبوان على ذهاب الطفل مع والده أو أخيه الأكبر سنا لتوزيع الهدايا والصدقات وتقديمها وعلى الوجه ابتسامة الود والسرور، فعن عائشة رضي الله عنها: " من أدخل على أهل بيت من المسلمين سرورا لم يرض الله ثوابا دون الجنة "رواه الطبراني.
- الحرص على تقديم الجيران وأولى القربى في الهدايا والصدقات فهم أصحاب حقوق مضاعفة لما لهم من حق مضاعف.
- مشاركة الفتيات لوالدتهن في إعداد طعام الأضحية لتعويدهن على العطاء والبذل، فكل يعطي في هذا اليوم بما يستطيعه لإسعاد غيره.
إن هذا اليوم الذي يأتينا كل عام ليؤكد لنا أن هذه الأمة أمة باقية بدينها وثوابتها وقيمها التي لن تتخلى عنها، فلا حياة لنا ولا قيمة بغير ديننا الذي نسعد به ونجده ضمانا لحاضرنا ومستقبلنا، ومهما حاول المغرضون إبعادنا عن ديننا فستذهب محاولاتهم البائسة أدراج الرياح.
الكاتب: سلوى المغربي.
المصدر: موقع المسلم.